8 حقائق غريبة في حياة إسحاق نيوتن
إسحاق نيوتن هو أحد أعظم العلماء في تاريخ البشرية، وقد شكلت اكتشافاته في مجال الرياضيات والفيزياء أساسًا للعديد من المفاهيم العلمية الحديثة. بفضل عمله الرائد في مجالات مثل الحركة والجاذبية، أصبح نيوتن رمزًا للتفكير العلمي العقلاني والتجريبي. ومع ذلك، لا تقتصر حياة نيوتن على اكتشافات علمية فقط، بل كانت مليئة بالكثير من الأحداث الغريبة والغير مألوفة التي تضفي طابعًا مثيرًا على شخصيته وحياته. في هذا المقال، سنستعرض 8 حقائق غريبة عن حياة إسحاق نيوتن، تكشف جوانب من شخصيته وأعماله التي قد تكون غير معروفة للكثيرين.
1. كان نيوتن مغرماً بالسحر والكيمياء الغامضة
إحدى الحقائق الغريبة عن نيوتن هي أنه كان لديه اهتمام غير عادي بالكيمياء الغامضة والسحر. على الرغم من كونه أحد مؤسسي العلم الحديث، فقد انغمس في دراسة ما كان يُعرف آنذاك بالعلوم السرية، مثل الخيمياء (Alchemy). كان نيوتن يعتقد أن هناك قوى خفية في الطبيعة يمكن فهمها من خلال ممارسات السحر القديمة والكيمياء. حتى أنه كان يكتب العديد من المخطوطات التي لم يتم نشرها على الإطلاق، والتي تتعلق بتلك المواضيع الغامضة. هذا جانب غريب من حياته يتناقض مع صورته كعالم دقيق وعقلاني.
2. اكتشف قوانين الحركة في عزلة وحزن
يُعرف نيوتن باكتشافه لقوانين الحركة الثلاثة التي لا تزال تُدرس في المدارس حتى اليوم. لكن ما قد لا يعرفه الكثيرون هو أن نيوتن اكتشف هذه القوانين في فترة من عزلة شديدة، أثناء الطاعون الكبير الذي اجتاح إنجلترا في عام 1665. حيث عاد نيوتن إلى قريته في لينكولنشاير بعيدًا عن صخب لندن، واكتسب العديد من أفكاره الأساسية هناك، بما في ذلك فكرة الجاذبية. هذه الفترة من العزلة كانت أيضًا مليئة بالقلق الشخصي، حيث كان نيوتن يعاني من فترات اكتئاب شديدة وتفكير غارق في وحدته.
3. كان له موقف غير مألوف من الأشخاص المبدعين الآخرين
على الرغم من عبقريته التي لا يختلف عليها أحد، إلا أن نيوتن كان شخصية معقدة على الصعيد الاجتماعي. كانت علاقته مع بعض المعاصرين له في العلوم متوترة للغاية. أشهر خلاف له كان مع روبرت هوك، أحد العلماء المرموقين في ذلك الوقت، حيث كان نيوتن شديد العناد في عدم قبول أن هوك قد يكون قد ساهم في بعض الاكتشافات التي أدت إلى صياغة قوانين الحركة والجاذبية. هذا الصراع الشخصي كان له تأثير كبير على حياته العلمية، وبلغ ذروته في القتال على الأولوية لاكتشافات معينة.
4. أدى تفكيره في تفاحة إلى ثورة علمية
أشهر قصة ترتبط بإسحاق نيوتن هي تلك المتعلقة بالتفاحة التي سقطت على رأسه، مما دفعه للتفكير في قوة الجاذبية. ومع ذلك، فإن الحقيقة وراء هذه القصة تكون أكثر تعقيدًا من مجرد حادث بسيط. وفقًا لبعض المؤرخين، كانت هذه القصة رمزية أكثر من كونها حدثًا واقعيًا. يعتقد البعض أن نيوتن كان يفكر بالفعل في الجاذبية لفترة طويلة، وأن سقوط التفاحة كان بمثابة نقطة انطلاق لأبحاثه بشكل أكبر في هذا المجال. ومع ذلك، لا يمكن إنكار أن هذا الحدث كان له تأثير عميق على تطوير أفكار نيوتن حول الجاذبية.
5. تجاهل أبحاثه الخاصة لعدة سنوات
أحد الجوانب الغريبة في حياة نيوتن هو أنه لم ينشر العديد من اكتشافاته إلا بعد فترة طويلة من اكتشافها. على سبيل المثال، بدأ نيوتن في تطوير نظرية الجاذبية في عام 1665، لكنه لم ينشر أفكاره بشكل كامل حتى عام 1687، عندما قام بنشر كتابه الشهير “المبادئ الرياضية للفلسفة الطبيعية” (Philosophiæ Naturalis Principia Mathematica). كان نيوتن شخصية متحفظة وقلقة بشأن ردود الفعل تجاه عمله، ما جعله يتجنب نشر أبحاثه في وقت مبكر.
6. كان يعتقد أن الأرض مسطحة في البداية
قبل أن يطور نيوتن مفهومه للجاذبية، كان يعتقد في البداية أن الأرض كانت مسطحة. هذا يوضح جانبًا مثيرًا من تطور تفكير نيوتن. على الرغم من كونه أحد أكثر العلماء تطورًا في التاريخ، إلا أن أفكاره في البداية لم تكن محصنة ضد الأخطاء، وهو ما يعكس الطبيعة التراكمية للعلم، حيث يبدأ العلماء أحيانًا بأفكار غير صحيحة لكنهم يكتشفون الحقيقة بمرور الوقت.
7. كان يعاني من مشاكل صحية غريبة
كان نيوتن يعاني من العديد من المشاكل الصحية الغريبة. يقال إنه كان يعاني من أزمات نفسية حادة، وأحيانًا كان يعزل نفسه عن الناس بشكل كامل لفترات طويلة. هذا العزلة ربما كانت سببًا في تفكيره العميق والانعزال، لكنها أيضًا جعلت نيوتن عرضة للعديد من الاضطرابات الصحية، بما في ذلك الأرق ومشاكل في الهضم. يعتقد بعض المؤرخين أن هذه المشاكل الصحية كانت مرتبطة بممارسة نيوتن المفرطة للأبحاث والتجارب، والتي جعلته ينغمس في العمل دون الاهتمام بصحته.
8. توفي بعد قضاء سنوات من العزلة والانعزال
إسحاق نيوتن توفي في عام 1727 بعد سنوات من العمل المكثف والانعزال. في السنوات الأخيرة من حياته، أصبح أكثر عزلة، حيث كان يعاني من توترات نفسية وعاطفية. على الرغم من أنه كان في أوج شهرته ونجاحه العلمي، فإن حياته الشخصية كانت مليئة بالعزلة. كانت مشاعر نيوتن من العداء تجاه الآخرين قد أدت إلى انقطاعه عن معظم معاصريه، وهو ما جعله يعيش سنواته الأخيرة في وحدة شديدة.
إسحاق نيوتن كان أكثر من مجرد عالم عظيم. كان شخصًا معقدًا مليئًا بالتناقضات والحقائق الغريبة التي تميز شخصيته وحياته. بينما ارتبط اسمه بالاكتشافات الكبرى مثل قوانين الحركة والجاذبية، فإن حياته الشخصية والعلمية كانت مليئة بالكثير من الجوانب المدهشة وغير المتوقعة. هذه الحقائق تساعد في تسليط الضوء على الجانب الإنساني في حياة هذا العبقري الذي غير مجرى التاريخ.
